الطفل و العائلة
الأسرة كيان لكل فرد فيه مهامه ومسئولياته, وقد لوحظ أن الأم هي الملامة في أغلب المجتمعات على مشاكل الطفل وما يحدث له من عيوب خلقية أو أمراض ، وذلك ليس له أساس من الحقيقة ، كما أن العناية بالطفل تفرض عليها وحدها وفي ذلك صعوبة كبيرة ، كما أن اهتمام الأم بطفلها المصاب بالتوحد قد يقلل من اهتمامها ورعايتها لزوجها وأطفالها الآخرين، كل ذلك ينعكس على الأسرة ، وهنا ينبع الاحتياج لتعاون وتفاهم الوالدين سويا ، ومساعدة الأب للأم على تخطي الصعاب ، وعدم تحميلها فوق قدراتها البدنية والنفسية.
العائلة والمجتمع
سيكون للأهل والأقرباء دورا مهما في العلاقة بين الطفل ووالديه، وأسلوب حياتهم اليومية والاجتماعية، يؤثر سلباً وإيجاباً على هذه العلاقة، فكلمات الرثاء وعندما يقال عنه كلمات غير سوية قد تؤدي إلى إحباط الوالدين وانعزالهم عن الآخرين ، يخفون طفلهم، والطريق السليم هو تجاهل ما يقول الآخرين وإخبار الأصدقاء بأنه طفل كغيره ، له مقدرته الخاصة ، وان رعايتكم له ستجعله في وضع أفضل ، لا تجعلوه مدار الحديث مع الآخرين ، ولا تبحثوا عن طريقة المواساة من الآخرين ، اجعلوا حياتكم طبيعية ما أمكن بالخروج للمنزهات والأسواق ، ولا تجعلوه عذرا للتقوقع والانعزال عن الآخرين .
أهمية وجود جمعيات متخصصة للتوحد
إن الوالدين لا يستطيعا القيام بكل ما يحتاجه الطفل من تدريب وتعليم بدون مساعدة الآخرين لهم، فليس لديهم الخبرة والمعرفة ، وهنا يأتي دور المؤسسات الاجتماعية العامة والخاصة في دعم هذه الأسرة بالخبرات والتجارب وكذلك الدعم المادي والنفسي.
لن يفهم العائلة وشعورها إلا من كان لديه طفل مصاب مثلهم ، وهؤلاء يمكن الاستفادة من تجاربهم وخبراتهم، كما يمكن الاستفادة من الطاقم الطبي والخبراء في المعاهد المتخصصة ، ومن هنا تبرز أهمية وجود جمعية متخصصة في التوحد في كل منطقة ، من خلالها يمكن التعرف على التوحد كمشكلة اجتماعية ، إقامة مراكز التشخيص ، الاهتمام بوجود مراكز للتدريب والتعليم ، وان تكون مركزا للاستشارات والالتقاء لعائلات الأطفال التوحديين . هذا وقد تم مؤخراً إنشاء جمعية متخصصة للتوحد وهي الجمعية الخيرية السعودية للتوحد أنشئت بتضافر جهود مختلفة الجهات نأمل من الله أن تحقق هذه الجمعية أهدافها وتترجمها على أرض الواقع