ياسر القحطاني واحد من النجوم الذين شقوا طريقهم بسرعة الصاروخ للنجومية لموهبته وطموحه ومهارته وإصراره لبلوغ أهدافه الكبيرة .
والقناص واحد من أولئك النجوم الذين بدأوا ببصمة حتى في أكبر تظاهرات العالم كرويا «كأس العالم» عندما نجح في تسجيل أحد أهداف المنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم 2006م، في مرمى تونس. وساهم الكاسر ياسر في وصول المنتخب السعودي الأول لنهائي كأس الأمم الآسيوية الأخيرة ولكنه لم يستطع أن يقدم كل ما عنده لفريقه الهلال في الموسم الماضي لكنه عوض ذلك في هذا الموسم وبقوة عندما نجح في المساهمة بحصول الأزرق على لقبي الدوري والكأس وحاليا يسعى لتحقيق اللقب الثالث بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال . ونجح الكاسر في هز الشباك في نهائيين أمام الاتفاق وأمام الاتحاد وكانت المباراة الأخيرة أمام الاتحاد لم يسجل فيها سوى هدف واحد كان بإمضاء الكاسر . وبرهن ياسر القحطاني من خلال عطائه وأدائه مع الهلال هذه الموسم على أن أكبر صفقة انتقال في تاريخ اللاعبين السعوديين كانت في محلها بعد أن تعرض لانتقادات في الموسم الماضي وسجل القحطاني أهدافا حاسمة للهلال في العديد من المباريات وليس فقط في النهائيين . الكاسر استضافه «الميدان» للحديث عن اللقب الأخير الذي فاز به فريقه الهلال وهو لقب الدوري وأثر ذلك عليه بعد الضغوطات الكبيرة التي عانى منها في الموسم الماضي .
الأهداف متوقعة
في البداية دعني أسألك .. هل كنت تتوقع أن تسجل في مرمى الاتحاد في المباراة الأخيرة ؟
ـ أي هداف يلعب في مركز رأس الحربة يتوقع أن يسجل في المباريات الهامة وليس فقط في مباراة الاتحاد ولن أقول لك إنه كان لدي إحساس بالتسجيل وما إلى ذلك ولكن كان لدي إحساس بأن الهلال سيفوز رغم أن المباراة في جدة ونلعب بفرصة واحدة هي الفوز بينما الأشقاء في الاتحاد يلعبون بفرصتين والحمد لله أن النتيجة آلت لنا في نهاية المطاف وضممنا الدوري إلى جانب الكأس، وهذا أمر اعتاد عليه الهلاليون، فالقاعدة هي ألا يخرج الهلال في كل موسم إلا ببطولتين أو ثلاث وعلى أقل تقدير بطولة واحدة والاستثناء هو أن يخرج من الموسم بدون بطولات وألقاب .
فريق واعد
ماذا يمثل لك اللقب الأخير .. وما سر البكاء بعد المباراة خصوصا عندما كنت تنظر للجماهير ؟
• يمثل لي الشيء الكثير لا سيما أننا في الهلال فقدنا اللقب في الموسم الماضي باستاد الملك فهد الدولي ولا بد لنا في هذا الموسم من أن نعوض جماهيرنا وأن ندخل الفرح في قلوبهم حتى لو كانت المباراة الختامية في الجولة الأخيرة من الدوري في جدة وهذا ما حصل بالفعل فقد نجح الهلال بإصرار لاعبيه على تحقيق اللقب الأغلى في المسابقة الأهم، وهي رسالة للآخرين الذين كانوا يرددون أن الهلال لا يستطيع تحقيق لقب الدوري إلا عن طريق المربع الذهبي وفي أول مسابقة بالعودة لنظام النقاط يأتي الرد وبقوة على مثل هذه الانتقادات ويحقق الزعيم اللقب بنظام النقاط ..
أما البكاء فهو أمر طبيعي لجمهور بادلني الحب والوفاء وهتف باسمي كثيرا، فمن الطبيعي جدا أن أرد له بعض الجميل فهو يستحق الفرحة لأنه جمهور وفيّ لنا كلاعبين في الفريق الأزرق .
نتطلع للأفضل بعد العودة من جديد للاحتفاظ بلقب الدوري كلاعب هلالي ماذا يدور في خلدك ؟
ـ بصراحة أتمنى أن تكون مشاركتنا الآسيوية في العام المقبل فعالة ويتم التحضير لها بشكل جيد جدا، فالهلال لا بد أن يبحث عن اللقب الآسيوي الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى المشاركة في بطولة أندية العالم وهدف نسعى لتحقيقه، أما في هذا الموسم فإننا نتطلع للأولويات وهو الفوز بأول كأس لخادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال وهي البطولة المستحدثة في هذا الموسم وأعتقد أن فوزنا بلقب الدوري سيعطينا دفعة معنوية كبيرة لخوض هذه المسابقة بكل قوة.
دعاء الوالدين والاجتهاد
نجحت هذا الموسم في تسجيل حضور قوي مع الهلال في مسابقتي الدوري والكأس هل أزال اللقبان منك عبئا كبيرا حملته في الموسم الماضي الذي لم يحقق فيه الهلال أية بطولة ؟
ـ طبيعي جدا خصوصا أن الجماهير الهلالية معتادة على البطولات والألقاب وعدم تحقيق أي لقب في الموسم الماضي أزعج كل المنتسبين لهذا النادي الكبير وليس فقط للاعبين أو الجماهير لذلك تحقيق الألقاب هذا الموسم أكد أن الهلال ليس هو بالفريق الذي يبتعد عن البطولات لفترات طويلة وليس هو بالفريق الذي يستسلم مهما عانى من الظروف القاسية وأعتقد أن العبء الكبير الذي تحمله كل هلالي في الموسم الماضي تلاشى بتحقيق لقبي الدوري والكأس ولكن وكما يعرف الجميع فإن الجماهير الزرقاء لا ترضى ولن ترضى بتفويت لقب المسابقة الجديدة لذلك بالنسبة لنا كلاعبين علينا مهمة كبيرة في الوقت الحاضر بتحقيق اللقب الهلالي الثالث لنا هذا الموسم .وبالنسبة لي دعاء الوالدين أطال الله في عمرهما سبب بعد توفيق الله فيما أنا فيه .
كوزمين مدرب ناجح
تلقى المدرب الروماني كوزمين انتقادات واسعة جدا في بداية مشواره مع الهلال خصوصا بعد ضياع البطولتين الخارجيتين الآسيوية والخليجية لكنه نجح في نهاية المطاف بتحقيق لقبين مع الهلال .. كيف ترى أنت كوزمين ؟؟
ـ صدقني أن الهلال مرشح هذا الموسم لاحتضان كل البطولات ولو كانت الظروف مواتية للمدرب في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد لكان هناك كلام آخر لكنه كانت بين ناريين، كما يعلم الجميع، فالنهائي لكأس فيصل الأربعاء ومباراة الشباب المهمة بالدوري يوم السبت ومن هنا كان على كوزمين أن يبحث عن خيارات صعبة جدا حتى لا يفقد اللقبين وهذا ما حدث والحق يقال إن الهلال مرّ بظروف صعبة هذا الموسم في جدولة المسابقات ولو كان فريق غيره لما نجح في تحقيق اللقبين عطفا على الظروف التي مر بها في أوقات عصيبة جدا، وأعتقد أن كوزمين الذي نجح وبدرجة امتياز في تجاوز مثل هذه الأزمات يستحق منا كل تقدير وهو مدرب يتبع الطرق الحديثة في كرة القدم وهو مدرب يملك روح الشباب المتفاعل والطموح ليس فقط لتحقيق ألقاب ومن ثم مغادرة النادي بل إنني اكتشفت فيه أنه مدرب يسعى للبناء إلى جانب تحقيق البطولات وهذا ما أعجبني في شخصية هذا المدرب لأنه يريد أن يترك بصمة في الفريق الذي يدربه حتى لو غادر محطته، ومدرب بهذه المواصفات هو بالتأكيد مدرب مخلص .
وجوه جديدة
قلت إنه يسعى للبناء إلى جانب تحقيق البطولات .. هل هناك من أدلة وشواهد ؟
ـ الشواهد كثيرة، وهناك أكثر من وجه جديد غامر بهم كوزمين وأعطاهم الثقة والجرعة المعنوية الكبيرة وبرزوا بشكل لافت في الفريق الهلالي هذا الموسم رغم أنهم كانوا يلعبون في الفريق الأولمبي مثل أحمد الفريدي والكلثم والزوري وعبد العزيز الدوسري وغيرهم الكثير ممن سيكون مستقبل الهلال بإذن الله على أيديهم وأعتقد أن هؤلاء الشباب ثبّتوا أقدامهم في الفريق الأزرق وبقوة حيث قدموا مستويات كبيرة جدا في المباريات الهامة والحاسمة ومن هنا أقول إنهم مستقبل الهلال لأنهم جربوا في المهمة الأصعب .
لا أريد الحديث عنه
دعني أسألك عن نية احترافك خارجيا ؟
ـ لا أود الحديث في هذا الموضوع خصوصا في هذا الوقت بالذات .
السهل الممتنع
نعود لأجواء مباراة فريقك مع الاتحاد الأخيرة .. ودعني أسألك هل شعرت بأن هدفك في مرمى تيسير آل نتيف سهل جدا ؟
ـ يقولون أصعب الأشياء السهل الممتنع .. أعتقد أنه من هذا النوع ..إنه سهل ممتنع..!!
حزنت للقادسية
هبطت القادسية للأولى ماذا يعني لك ذلك ؟
ـ طبيعي أنني أحزن .. أليست القادسية هي التي قدمتني للجمهور وهي المحطة الأولى لي في مشواري الكروي كم كنت أتمنى بقاءها في الأضواء .. أمنيتي أن يعود فريق القادسية سريعا للأضواء لأن ذلك مكانه الطبيعي .
كلمة أخيرة ؟
ـ شكرا لـ «الميدان» وبالأخص قائد الربان محمد البكر حيث إنني لا أنسى وقفة جريدة (اليوم) معي في بداية مشواري وإلى الآن وهي عزيزة على قلبي لأنها تحمل ذكرياتي الأولى مع كرة القدم وهذه الذكريات لا يمكن أن تنسى.